سيدي الرئيس: إنما الحيلة في ترك الحيل/ محمد حاميدو كانتى

خميس, 08/19/2021 - 17:01

 

الاعتقاد السائد في أوساط شبابنا -الوارث لا محالة- (والأمر يثير القلق بلا شك) لأن الوريث إذا لم يكن معدا إعدادا طيبا ضاع الوارث والموروث ونحن على شفا جرف هار، فأدركونا ؟

لكن بالمقابل المورث إذا شاب بخصلتيه حب الدنيا وطول الأمد أنشغل بلا ريب عن إعداد الوريث واستفحل الصراع بين الولد وأبيه وبالضرورة ضاع الإرث رويدا رويدا؟

ألا يستوجب الأمر أن نصرخ بأعلى صوت أدركونا.. أغيثونا.. ثم تصير الضالة المنشودة استدراك صعب المنال!

طرفين غير مؤهلين أحدهما لا تزال الفرصة متاحة لتصويبه مهما كانت التحديات، والثاني تحير فيه وتشفق عليه ويغضبك أشد الغضب ولا تعرف ماذا تفعل حياله فقد شاب وساءت سريرته وشغف بالمال والسلطان ونسي حتى الدين والقيم في ذلك الخضم، وفشل في احتواء جشعه أحرى تصويب ولده!

طبعا يتساءل العاقل فما الحيلة والحالة هذه، وماذا عساي أن أفعل والمسيء أبي، وماذا يمكنني تداركه والغافل أخي؟

أجيبكم ببساطة 

أولا: إنما الحيلة في ترك الحيل

ثانيا: يجب أن يفهم الولد أنه الوارث وليس بوسع الشيخ فعل شيء حيال ذلك وإن طال أمده، فصبرا آل ياسر..

وعلى الشيخ الهرم كذلك أن يسلم بأن الولد سيرثه فلا فائدة من مناجزته ومحاولة امتلاكه وإن أساء، فالأمر يومئذ لله..

لذلك يتوجب أن نقف وقفة تأمل وأن نعد لجلسة مصالحة بين الولد وأبيه ويتنازل الطرفان وتبدأ رحلة إعادة التأسيس ونعود إلى منهاج الإسلام والسلام فيتمكن بذلك كلا الطرفين من حقه غير مشوب وتستقيم السرائر بتحسن الظواهر وحسن الفعال فتلك مؤشراتنا إلى أن تبلى السرائر..

رئيس الجمهورية دعا إلى مشاورات وطنية، عفوا سيدي الرئيس إن كان لي أن أذكر -والذكرى تنفع..- لا تحتاج البلاد إلى مشاورات وطنية ولا حتى حوارا وطنيا بهذا الشكل فالأطراف كلها شيوخ قضى عهدهم وعملوا ما استطاعوا في ذلك الوقت حين كانوا الوارثين ولن نحاسبهم وليس لنا ذلك فكما تعلمون يقول الله سبحانه (إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم..) لكن لنا أن نعمل مجتهدين في حدود الدين ليومنا ثم نحتسب لقابل الأيام والله يتولى التدبير.

وطبعا أعتذر لمسعود وأحمد وصالح ومحمد الأمين والخليل وسيدي محمد وعبد السلام وبيرام وغيرهم كثير، لكن لم يعد لديكم ما تقدمونه البقاء لله، أما أن تجتمعوا أو تطالبوا كل فترة أو كلما جاء رئيس جديد للبلاد لبحث شأن المال والسلطان فهذا حيف وخذلان وإعادة لما سبق ليس إلا .. لا اقصد التقليل من شأنكم ولا يمكنني حتى التفكير في ذلك لكن السجادة والسبحة إذا اختفوا عم البلاء وأنتم لأنكم سبق وعملتم ما استطعتم أولى بهما فلعل دعاءكم مستجاب لتوفيق من بعدكم والله لا يضيع أجر من أحسن عملا ونحن لأننا ابناؤكم لا يوجد لدينا ما نقدمه لكم أفضل في هذه الدنيا من الدعاء لكم بحسن الخاتمة ولنا وحسن الرعاية هذه سنة الله في خلقه ولا تبديل لسنة الله ونحن نرث نفس الحالة أيضا لمن سيأتي بعدنا .. لذلك سيدي الرئيس إن كان ولا بد فالمشاورات يجب أن تكون مع الكهول والشباب لا مع الشيوخ والعجائز فحسبهم الاستشارة والتذكير وحسن الدعاء

إذن اجمع من صلح من الكهول والشباب ولتكن مواضيع النقاش كالتالي: 

- كيف نرد الشباب إلى دينهم القويم بحيث نعيد تنظيم التعليم ونصحح المناهج لتكون مناسبة لتربية مواطن موحد يخشى الله في قوله وفعله

- نرسم استراتجية لإعادة بناء منظومتنا الثقافية الإسلامية السمحة

- نرسم استراتجية عمل لحراثة الأرض والله يزرعها

- نرسم استراتجية لتنمية الحيوان وترشيد استهلاكه

- نرسم استراتجية لصناعة توفر أدواتنا المستخدمة في حياتنا اليومية

- نرسم استراتجية لتسيير التجارة والتبادل مع العالم الخارجي

- نرسم استراتجية لتسيير الموارد الطبيعية وترشيدها

- نرسم استراتجية للاستفادة من بعض المفرزات التكنولوجية

- نرسم استراتجية أمنية للحفاظ على حوزتنا الترابية وكذلك عقول شعبنا من الثقافات الإلحادية والعقائد العلمانية والدعايات المغرضة بعناوين خبيثة من قبيل : الحرية وحقوق المرأة وحرية الرأي وغيرها حتى صار الرويبضة والدهماء والعامة يجرؤون على إبداء رأي أقل ما يوصف به بالغبي وغير المبني وصار المتثيقفون يشككون في الحديث والسنة بحجة الرأي، والرأي يا سيدي لأهل الرأي..

- إعطاء العلماء الورعين مكانتهم والاعتذار لهم ومشاورتهم في كل أمر وليس كل عالم يؤخذ برأيه وإن غزر علمه فهو إن لم يكن ورعا ضل وأضل ولا فائدة من علمه لأنه عالم سلطان وعلمه للبيع ومحله التضليل وزرع الريبة كما هو حاصل والله حسيبه ونحن لا نسامحه فقد زل وأضل عن علم وقصد ليبلغ المال والجاه وما أكثرهم

- السهر على بناء منظومة إعلام يؤسس لما سبق ويأخذه مضامين له

هذه أساسات بناء جلسة المصالحة بين الولد وأبيه فنضمن بذلك أن يبر الولد أباه ويتخلى الأب عن أناه لإصلاح ولده وضمان أن لا يخرج عن طاعته حبا وكرامة.

لذلك سيدي الرئيس أطلب منك وبإلحاح أن تبدأ التفكير والتحضير لمشاورات كهذه فلا جدوى من الأخرى وستعيدنا إلى المربع الأول وأتحدى إن حصلت ولم نعد إلى المربع الأول والله على ما أقول شهيد.