واشنطن تحذر من مخطط روسي لشن عمليات "تخريب" واستخدامها ذريعة لغزو أوكرانيا

سبت, 01/15/2022 - 11:26

 

اتهمت الولايات المتحدة الجمعة روسيا بإرسال عناصر إلى أوكرانيا لتنفيذ عمليات "تخريب" تهدف إلى إيجاد "ذريعة" لعملية غزو، وهو ما زاد من حدة التوتر في وقت أنحت كييف باللائمة على موسكو في هجوم إلكتروني على وزاراتها.

وفي السياق، صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي خلال شرحها معلومات استخبارية تؤكد واشنطن أنها حصلت عليها "لدينا معلومات تشير إلى أن روسيا جهزت بالفعل مجموعة عناصر لتنفيذ عملية مموهة في شرق أوكرانيا".

وتابعت ساكي "العناصر مدربون على حرب المدن واستخدام المتفجرات لشن عمليات تخريب" ضد قوات تعمل بالوكالة لصالح روسيا. مضيفة بأن الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن روسيا يمكن أن تبدأ تلك العمليات قبل أسابيع من الغزو العسكري الذي قد يبدأ بين منتصف يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط.

وسبق لروسيا أن نفت وجود أي خطط لغزو أوكرانيا وسرعان ما نفت التصريحات الأمريكية الأخيرة التي وصفها المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأن "لا أساس لها من الصحة". بالتزامن، أفاد مسؤولان أمريكيان الجمعة بأنه وفي حال اختارت روسيا تصعيد الأزمة في شأن أوكرانيا، فيمكن للولايات المتحدة أن تلجأ إلى مجلس الأمن الدولي، مؤكدين أن واشنطن لا تزال تفضل تسوية الملف دبلوماسيا.

من جانبه، أعلن حلف شمال الأطلسي الجمعة نيته توقيع اتفاق مع أوكرانيا لتعزيز تعاونهما في مجال مكافحة الهجمات السيبرانية، بعد ساعات على تعرض مواقع إلكترونية حكومية في أوكرانيا لهجوم معلوماتي كبير. ويتمحور الاتفاق الذي سيوقع "في الأيام المقبلة" حول منح "أوكرانيا حق الوصول إلى منصة تابعة للأطلسي لمشاركة معلومات بشأن البرامج الخبيثة"، حسبما قال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، موضحا أن خبراء من الناتو يقدمون "دعما ميدانيا للسلطات الأوكرانية".

هجوم إلكتروني كبير!

ويأتي ذلك بعدما كشفت أوكرانيا الجمعة أن هجوما معلوماتيا كبيرا استهدف عددا من المواقع الإلكترونية الحكومية. وما زالت ملابسات هذا الهجوم مجهولة. وأعلنت أوكرانيا أن لديها "مؤشرات أولية" إلى تورط محتمل للاستخبارات الروسية.

وسارع الاتحاد الأوروبي إلى إدانة الهجوم في ظل أجواء متوترة بين روسيا والدول الغربية التي تخشى أن تغزو القوات الروسية أوكرانيا. وصرح مسؤول السياسة الخارجية في التكتل جوزيب بوريل أن كل الإمكانات حشدت لمساعدة كييف، قائلا "لكم أن تتصوروا من قام بالأمر"، من دون مزيد من التوضيحات.

من جهته، قال أندري إيرماك رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية إن الاستخبارات الغربية والأوكرانية ترجح أن تكون الهجمات المعلوماتية جزءا من مخطط يرمي إلى "زعزعة الاستقرار في أوكرانيا". واتهمت موسكو مرارا بشن هجمات معلوماتية منسقة على مواقع إلكترونية وبنى تحتية تابعة لهم، الأمر الذي نفته روسيا، وأكدت كييف الجمعة أنها لم تتكبد أضرارا جسيمة جراء هذا الهجوم "الواسع النطاق" الذي طال مواقع إلكترونية لوزارات عدة.

ونشر مدبرو هذا الهجوم رسالة تهديد بالأوكرانية والروسية والبولندية على الصفحة الرئيسية لموقع وزارة الخارجية الأوكرانية. وجاء في الرسالة المرفقة برموز عدة، بينها علم أوكراني مشطوب "أيها الأوكرانيون، تهيبوا وتحضروا للأعظم. فكل بياناتكم الشخصية قد حملت من الشبكة". ونفت السلطات من جهتها أي سرقة للبيانات. وأكد جهاز الأمن الأوكراني أن "محتوى المواقع لم يتبدل ولم تسجل تسريبات لبيانات شخصية"، مشيرا إلى أن المواقع الإلكترونية عطلت عن قصد لتفادي "اتساع نطاق الهجمات".

ويرى البعض في هجوم معلوماتي واسع النطاق يطال بنى تحتية أساسية في أوكرانيا بهدف زعزعة الاستقرار مؤشرا ينذر بغزو عسكري وشيك. وتعرضت أوكرانيا مرارا لهجمات معلوماتية في السنوات الأخيرة نسبت إلى روسيا، طالت بنى تحتية أساسية في 2017 وشبكة الكهرباء في 2015.

مناورات روسية قرب أوكرانيا

ويأتي الهجوم المعلوماتي الجديد إثر جلسات محادثات عدة بين مسؤولين روس وغربيين عقدت في الأيام الأخيرة لنزع فتيل الأزمة، بدون إحراز تقدم. واقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اجتماعا ثلاثيا مع نظيريه الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين يعقد افتراضيا، في مسعى إلى نزع فتيل الأزمة عند الحدود بين أوكرانيا وروسيا، بحسب ما كشف إيرماك.

وسبق أن أعلنت روسيا أنها لا ترى سببا لإجراء جولة محادثات جديدة مع الدول الغربية "في الأيام المقبلة"، مؤكدة أن لا "نية" لديها لغزو جارتها. ونشرت وزارة الدفاع الروسية الجمعة صورا لمناورات عسكرية على بعد حوالي خمسين كيلومترا من الحدود الأوكرانية بمشاركة 2500 جندي ونحو مئة دبابة.

وضمت روسيا إلى أراضيها شبه جزيرة القرم بعد ثورة مؤيدة للغرب في أوكرانيا. وتعد موسكو الراعي العسكري للانفصاليين الموالين لها الذين يتحاربون مع القوات الأوكرانية في شرق البلاد منذ 2014.

فرانس24/ أ ف ب

الفيس بوك