غموض وقلق على مصير النساء اللواتي اختطفتهن “الدولة الإسلامية” من السويداء بعد عثور الجيش السوري على عدد من الجثث قرر التنظيم التخلص منهم

أربعاء, 08/01/2018 - 23:26

الاخبار ميديا /    بعد الهجوم الإرهابي الذي نفذه تنظيم “الدولة الإسلامية” على أهل السويداء المدنيين جنوب سوريا في 21 من تموز (يوليو) وخلف أكثر من 250 قتيلا، استطاع التنظيم اختطاف عدد من النساء والأطفال من قرية الشبكي في ريف السويداء بعد أن تيقن من فشل هجومه للسيطرة على المحافظة وخلط الأوراق الميدانية في الجنوب السوري، وإنقاذ أتباعه المتحصنين في منطقة حوض اليرموك، قبل ان يقضي عليهم يوم أمس الأربعاء الجيش السوري في تلك المنطقة ويعلن محافظة درعا والقنيطرة محررتان بالكامل.

الإعداد تفاوتت بين 40 أغلبهم من النساء والأطفال وبين 36 كما اعلن المرصد السوري المعارض، وبين 29 كما تحدثت مصادر في المحافظة لـ”رأي اليوم” ومازالت الأعداد محل جدل خاصة أن التنظيم عرض قبل أيام صورا لأربعة عشر من المختطفات فقط ومعهم 16 طفلا.

وهدد تنظيم “الدولة الإسلامية”، بقتل المختطفات من محافظة السويداء جنوبي سوريا، إذا لم يستجب الجانب السوري لطلبين له.

وطلب التنظيم بمقطع مصور اجبر أحدى المختطفات على التحدث فيه، بوقف الحملة العسكرية للجيش السوري على منطقة حوض اليرموك بمحافظة درعا والإفراج عن معتقلي التنظيم في سجون الحكومة السورية، وإلا سيقوم التنظيم بقتل جميع المختطفات حسب المتحدثة بالمقطع المصور، الطلب الأول للتنظيم يبدو أن أوانه قد فات بعد أن أنهى الجيش السوري تواجد التنظيم في حوض اليرموك أمس، التنظيم الذي عرض صورا لأربعة عشر من المختطفين فقط من النساء والأطفال، يجعل مصير باقي المفقودين من السويداء مجهولا.

وتقول بعض المصادر المحلية أن الجيش السوري عثر أثناء تمشيطه بادية السويداء بعد الهجوم قبل أسبوع على عدد من الجثث يبدو أنها تعود لمختطفين قرر التنظيم التخلص منهم، لأسباب مجهولة، بينما عادت سيدتان من المختطفات احدهما طاعنة في السن والثانية مصابة، ما يرجح أن عدد من يقبض عليهم التنظيم أحياء هو 14 من النساء والأطفال.

شكل أهالي السويداء في الأيام الماضية وفدا للتفاوض مع التنظيم لاستعادة المختطفات، حيث سلمهم التنظيم مجموعة من المطالب مضافة إلى الطلبين السابقين، ومنها مغادرة قوات الجيش السوري منطقة بادية السويداء في المواقع القريبة من تمركز التنظيم في البادية، وعدم سماح أهالي المحافظة للجيش السوري بشن هجمات على التنظيم من داخل حدود المحافظة ، وتوقيع هدنة بين الجانبين لمدة عام، لايشن التنظيم أي اعتداء على المحافظة ولا يقوم أهل السويداء بأي هجمات على عناصر التنظيم.

وهدد تنظيم “الدولة الإسلامية” أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق حول ذلك فإنه سيقوم بإرسال أشلاء النساء المختطفات لديه إلى ذويهم.

بالمقابل رد وفد التفاوض الأهلي على شروط التنظيم ، بالمطالبة بالإفراج الفوري عن المختطفات واولادهن ، وإلا سوف يغلق باب التفاوض ، كما طلب الوفد عدم اقتراب التنظيم من المحافظة لمسافة 10 كيلو مترا ، وإلا أصبح هدفا مشروعا لأبناء المحافظة .

وتسود حالة من القلق في المحافظة من تنفيذ “تنظيم الدولة” لتهديده بقتل المختطفين، خاصة أن رد وفد المحافظة للتفاوض كان عكس ما يتوقعه التنظيم.

ومع انتهاء الجيش السوري من تحرير محافظتي درعا والقنيطرة بشكل كامل ، يكون أمامه جيب تنظيم داعش في بادية السويداء ، ليعلن إغلاق ملف الجنوب السوري بالكامل.

 واتهمت دمشق الولايات المتحدة الأمريكية بحماية جيب تنظيم الدولة في البادية، لكونها تمنع تقدم الجيش السوري مسافة 55 كيلومترا من قاعدة التنف الأمريكية، وهو ما يستفيد منه التنظيم في شن هجماته، وتقول مصادر سورية أن الحكومة السورية تتابع عن كثب ملف المختطفات من السويداء، وترددت أنباء عن أسر الجيش السوري لإعداد كبيرة من عناصر التنظيم ممن يتبعون لما يسمى جيش خالد ابن الوليد المبايع لتنظيم “الدولة الإسلامية” وعائلاتهم في حوض اليرموك، وهو ما أعطى أهل السويداء املا كبيرا، بإمكانية مقايضتهم بالنساء والأطفال المحتجزين لدى التنظيم بعد الهجوم على المحافظة.

وبذات الوقت يعد الجيش السوري لحملة عسكرية للقضاء على آخر جيوب التنظيم في الجنوب.