أصل الداء / أبي محفوظ

جمعة, 12/02/2022 - 17:09

تكبر ابليس فقال الله له: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) وتكبر كليب فمات من ضربة واحدة.
    لقد انتهت زيارة ملاي للحوض الشرقي، وقد سجل فيها بعض الملاحظات والانطباعات التي نرجو أن تكون حسنة في مجملها، لكننا -ولم يكلفنا أحد- سجلنا بدورنا بعض الملاحظات، لعلها من أصل الداء، ومن مركز الخلل الذي نشبت آفته من بقية ثقافة المستعمر، ويبدو من ذاتية التكوين الموروث لدى من يعتقدون أن لهم إرثا بتبعية حتمية، وواجبة على الآخرين من بني جلدتهم؛ تمثل في الاستبداد بالرأي، وأحادية القطب، وبطابع الأوامر لا الشراكة في كل ما يخدم مشروع النظام التصالحي، ولا يخدم ولا يفيد في استقطاب المنفرين بفعل سياسات ظنها البعض منتهية مع نظام العشرية البائد.
   نجحت الزيارة برسم خريطة مفككة الألوان، غير منسجمة الإيحاءات، يدرك موفد السيد الرئيس محمد ول الشيخ الغزواني (الدكتور ملاي محمد لقظف) وهو السياسي النبيه؛ حجم ذلك التشرذم البادي من خلالها، وسجل ملاحظاته التي قد تنسف أحلام البعض، وقد تزيد في عمق الشرخ وعمق الهوة، لكنها ستوثق لتاريخ من خيانة أبناء جكني لأنفسهم، وستوثق أيضا عمق الهوة بين ما يسعى له أبناء جكني، وما يدعو له حزب الإنصاف من خلال التحسينات التي طرأت عليه، والدعوات التصالحية التي يطلقها البعض ذرا للرماد في العيون، وما يضيفه تكليف الدكتور ملاي من مسحة انصاف؛ كانت لديه قبل أن يكون الحزب حزب انصاف مزعوم على الأقل بين أهل جكني.
   اسْتُرضِيّ بعضُ الأشخاصِ بوعود كاذبة حتما، واستُقطِبَ آخرون يجهلون حقيقة ما عليه الأمر عند رموز أقطاب لم يبق من أخلاق من تأسست بفعل رمزيتهم غير الاسم، ولا من شعورهم بالآخر الشريك؛ ما يسيل دمعة عين إذا سقط بها.
    وسجلنا نحن كذلك صمت البعض على حالة يكرهها، وثورة البعض، وطموح البعض الآخر، وسجلنا خيانة مشروع بناء دولة يسعى نظام ول الشيخ الغزواني أن يؤسس له بالتشارك والتصالح واشراك أصحاب الكفاءات، وإنصاف أصحاب الحقوق، واحتضان من هم على الطريق، رغم الشدة وشح الوسائل، وحجم المطبات، وكذلك كثرة الشتات، والبعد عن دوائر تقديم الخدمات القليلة المقدمة، أو تلك التي يراد لها أن تقدم.

                                      أبي محفوظ