طبول السلام/ لخليفه بيادة

اثنين, 12/31/2018 - 15:15

الشمس المشرقة والرياح الباردة والطيور المحلقة في عنان السماء الزرقاء الصافية، بائع النعناع المبتسم على الطرقات والخالية ثيابه الرثة من روائح الكراهية، بائع حزم التمر يتجول بحرية بين السيارات، تلك الأم العائدة إلى أطفالها قبل منتصف الليل بأرباحها لتنام، إنها بائعة الكسكس أمام بقالة السلام، الموظف العائد إلى أطفاله مساء يحمل الفواكه التي اشتراها يوزع التحايا الناعمة على كل المارة في الشوارع المؤدية لمنزله. الأصوات المنبعثة من المآذن تردد حي على الفلاح، والإمام يقول ملتفتا على المصلين عن يمينه وعن يساره دون أن يميز ألوانهم: السلام عليكم.
لا دماء ستسفك في وطننا سوى دماء الغروب الساحرة وهي تلون الأفق الملتف حول رمالنا الناعمة، وشواطئنا الدافئة، وحقولنا الخصيبة. لا دموع ستنسكب في وطننا سوى دموع المشجعين وهم يرون المنتخب الوطني في بطولة أمم إفريقيا وهو يردد النشيد الوطني:
بلاد الأباة الهداة الكرام  وحصن الكتاب الذي لا يضام
أيا  موريتان ربيع الوئام وركن السماحة وثغر السلام
لا تنثروا مسامير الأحقاد فوق شوارعنا؛ فمعظم المارة من الحفاة، ولا تطلقوا رصاص العنصرية في وطننا حتى لا يستيقظ أطفالنا فزعين ولا تجد أجراس المدارس من يقرعها صباحا فتعود بائعة (الساندويش) حزينة لأطفالها وقد انسكب " صوصها " واختلط بالتراب. لا تلطخوا وجه وطننا البريء بالدماء أيها الساسة، نظفوا مدننا من بقع القمامة ووزعوا الأقلام والدفاتر على التلاميذ. اصلحوا قلوبكم أيها الساسة واشعلوا الحرب ضد النفاق والكذب والتملق وسنخوضها معكم. 
اسألوا اليمن السعيد؛ اسألوا طرابلس ونينوى وبيروت؛ اسألوا قبائل الهوتو والتوتسي في رواندا عن الحرب الأهلية!
من الغباء بمكان؛ أن نتصور أن وطنا عجزنا أن نبنيه في السلم نستطيع أن نبنيه في الحرب، الحرب عندما يغطي غبارها القلوب لا منتصر فيها سوى الخراب. عودوا إلى الحب والسلام والأخوة ودعونا نعيش بسلام، لنكافح كل أشكال الظلم والتخلف والغبن بالتي هي أحسن؛ فليس من الحكمة أن نضع كل بيض الوطن في سلة واحدة. لا تتركوا الشائعات تزرع البغضاء بينكم؛ فإن الهدم أسرع دائما من البناء وبناء السلام ربما يستغرق عقودا طويلة جدا، السلام دائما هو الحل. حفظ الله الوطن.

لخليفه بياده