
أنعي للأمة الإسلامية وفاة شيخنا العلامة المربي الفقيه الورع بقية السلف الصالح الشيخ محمد الامين ولد عبد الودود العلوي ( عمين )
الذي ارتقت روحه الطاهرة يوم أمس في العاصمة المالية بامكوا عن عمر ناهز 84 عاما تقريبا بسبب مرض عضال ألم به منذو سنوات
عَمِينْ كما يلقبه محبيه أهل مدينة تمبكتوا هو محمد الأمين ولد احمد ولد عبد الودود من قبيلة ادوعلي هاجر ابوه من موريتان في بداية القرن العشرين فستقر به المقام بين قبائل عرب ازواد الطيبين نواحي مدينة تمبكتوا و لأنه من اهل القرآن و خاصته حظي بإحترام و تقدير من طرف الجميع بلا استثناء فعاش بينهم موقرا و مبجلا فرزقه الله ولدين هما سيدي محمد و محمد الامين (عمين) وكلاهما عالمين جليلين سيخلفنان والدهما بعد ذالك حقا هما خير خلف لخير سلف
توفي والدهما ثم تبعه ابنه العالم الجليل سيدي محمد ليبقى محمد الامين ( عمين ) بعلمه نور يهتدى به في مدينة تمبكتوا و ارجائها
شيخ مبارك له انطباع خاص في مخيلتي وأنا في مرحلة الطفولة : وقار يكسوه تواضع وهيبة مشوبة بأنس واتزان يخالطه انبساط ومحيا تزينه أنوار الإيمان ونفس مطمنئة واثقة تغلغل في كيانها تعشق تعاليم الإسلام وعلم عنوانه التحقيق واعتدال مقرون بقيود معالم الشريعة وتصوف منضبط وتهذيب وآداب رفيعة تحلى بها فكان له منها من اسمه أوفى نصيب ومتابعة لأحوال أمته ببصيرة واعية ورؤية متوازنة
أخذ مسار لم يحد عنه طيلة حياته : خدم أمته بعلمه من خلال دروسه الرائعة للحديث النبوي الشريف بعد كل صلاة عصر الى أذان المغرب بصوته العذب المميز و تفسيره المبسط الممتع الذي لايمل بكل وقار وهدوء رغم كثرة المستمعين و تزاحمهم حوله
دروس دأب على تقديمها طيلة حياته لايمنعه الا عذر قاهر فكان مسجده يمتلأ من المصلين بعد العصر ليسمتع الناس للحديث النبوي الشريف و تفسيره بصوته فيزاددون انوارا و تفقها في الدين
وأنه لجدير بقول القائل :
الأرضُ تحيى إذا ما عاش عالمُها .... متى يمت عالمٌ فيها يمت طرف
كالأرض تحيى إذا ما الغيث حل بها ... وإن أبى عاد في أكنافها التلف
رحمكم الله وأعلى مقامكم في العلماء العالمين وأجزل مثوبتكم عن الإسلام والمسلمين
وعزاؤنا لأسرته الطيبة المباركة ولأهل ازواد وأهل تمبكتوا بأسرها و الأمة الإسلامية وأسأله سبحانه أن يعوض هذه الأمة خيرا