
لم تُعرف الجمال الموريتانية إلا متنقلة بين الكثبان والرمال، بين الصحراء والجبال، تنقل المعارف وينشر أصحبها الدين الصحيح والفطرة السمحاء.. ولم تكن علاقة الإبل جيدة مع المستعمر الفرنسي الذي دخل هذه البلاد غاصبا ومتسلطا، رغم استفادة جنوده وغزاته من مزاياها العديدة في مجابهة هذا الشعب الذي ظل يكافح الوجود الاستعماري على هذه الربوع..
ولم يسبق أن دخلت جمالنا إلى الفضاءات الفرنسية إلا شاهدا على تبعيتنا وخضوعنا للمستعمر..!
لكن شيئا ما تغير جعلنا نشاهد الجمال الموريتانية تدخل السوح الفرنسية وتقتحم الفضاءات السياحية وهي تحمل رسالة الجمال والحضور، رسالة الوجود والاقتدار التي سطرها بكل فخر واعتزاز ابن هذا الوطن المميز والمتميز الأخ محفوظ ولد مولاي ولد أجيد المدير العام للمكتب الوطني للسياحة، الذي أحدث وجوده في هذا المنصب نقلة نوعية في المجال السياحي تجاوزت كل التوقعات وفاقت جميع التقديرات، فمن مكتب مهجور تلاحقه الديون وتعصف به الأزمات ويتهدد عماله الفصل، ويستجدي موظفوه توصلة لأداء بعض المهام غير المحددة وغير المفيدة.
هاهو هذا المكتب يتحول إلى صرح قوي ومؤسسة رائدة تنافس في جميع المحافل وتعطي للسياحة بعدها وألقها..
وتستفز السواح لاكتشاف جمال هذه الأرض وتنوعها الطبيعي، وتستحث الباحثين وعلماء الاركولوجيا إلى مزيد من البحث والتحقيق في تاريخ هذه البلاد العامر بالآثار والضارب في القدم..
رجل استطاع أن ينتشل هذا المكتب فحول به البلاد إلى محجة و وجهة يقصدها السواح من جميع ربوع العالم، بعد أضاف ببصمته وحسن إدارته مسيما خاصا لهذه المعلمة، التي تحولت إلى مؤسسة لها حضورها المؤثر ميدانيا وتواجدها القوي في جميع المحافل الدولية، فتحولت بموجب ذلك اسم هذا المكتب إلى ماركة دولية خاصة.. كما استطاع النهوض بالقطاع عموما مما زاد مداخيل الدولة وخلق العديد من فرص العمل المرتبطة بالقطاع، وحسن من ظروف العمال وزاد من مرتباتهم وامتيازاتهم و وفر أسطولا من السيارات العابرة للصحراء، واستحدث مندوبيات جهوية وممثليات في كل ربوع الوطن، كما شيد مبنا فخما يتناسب وقيمة المكتب و على أرضية ملكيتها خالصة للمكتب بعد أن كانت تلاحقوه ديون المؤجرين.. فله جزيل الشكر وكريم الامتنان

