
وترجّل محمد ولد حمباره ..
هذا الدهر اتف بيهْ … مارت عنو غدّارْ
ومارت ماتور فيهْ … حلاوة ماتمرارْ
أيا مغربَ الهوى تمهّل في أخبارك فالقلوبُ مثقلة والأنفسُ مكلومة، فمن ذا يعيرنا عينه نبكي بها أريت عينًا للبكاء تعارُ ؟!..
مؤلمة تلك الأخبار القادمة من المغرب جارفة كل المشاعر الجيّاشة على فقد ركائز الفن التليد -ديمي بالأمس واليوم محمد- و أصوات ظلّت ترسمُ البسمة فوق المحيّا الكئيب -لوطن مجروح- لا تريد جزاءًا ولا شكورا.
أعتم ليلُ مدينة النعمة و خيم الحزن على "گلب انگادي" فقد رحل فنان من اهل موريتني، بسيط المظهر غير متكلف في " رداتِه" يصرع مستمعيهِ من "الهولِ" حتى تخالهم من فرط النشوة سكارى .
فؤادي بربع الظاعنينَ أسيرُ … يقيمُ على آثارهم وأسيرُ
ودمعي غزيرُ السكبِ في عرصاتهم … فكيفَ أكفُّ الدمعَ وهو غزيرُ
سلامٌ على كل ترنيمة عشق تشاركناها و كل لهفة اقتسمناها نقشت في سفرِ خلود السعادة هيّ اليوم خصيمنا في لحظة حداد وعلى غير ميعاد.
لتلك الأماسي الخالدة والصوت الطروب وعناق "التافلويت و التدينيت" كل الدموع منهمرة فوق الهضاب و على أتونِ العيس ترتحلُ بين ثنايا العشاق ومن قذفتهم صروفُ النّوى.
ستغدو الذائقة حبيسة التّسجيلات تبحث عن "ول اعمر ول اعلِ" ومدائح " بمدح النبيِّ اقطع زمانك ترشدي" وبحة "هنون الاّ هنونْ"، عن حنجرة محمد ولد بادي ولد حمباره تنبري في "فاقو" بلا تكلف فتطوي الهمّ وترحلُ بمحبيها صوبَ مناط الثريّا.
رحمه الله رحمة بلا عذاب وأسكنه فسيح جنّاته..
Ahmed Diall Ahmedou