
بسم الله الرحمن الرحيم،
إنا لله وإنا إليه راجعون.
ببالغ الحزن والأسى، فقدت اليوم شخصًا عزيزًا كان بمثابة الأخ والشقيق بالنسبة لي، الوزير السابق كابه ولد اعليوه، الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة بالعطاء والوفاء لوطنه ولأهله. كان رحمه الله شخصًا استثنائيًا، تربطني به علاقة متميزة تتجاوز كل التعريفات، علاقة أخوة وصداقة، علاقة بناء ومودة، امتزجت فيها معاني التقدير والاحترام.
لقد عرفته عن كثب، وكان دائمًا مثالًا للطيبة والصدق، نذر نفسه لخدمة وطنه بكل إخلاص ووفاء. كان رجلاً شهمًا، حريصًا على مصلحة الجميع، يحمل هموم وطنه ويعمل دائمًا من أجل رفعة وازدهار بلاده. لقد كانت حياته مليئة بالعمل والتفاني في خدمة المجتمع، وترك وراءه إرثًا من المحبة والاحترام في قلوب كل من عرفه.
كان الفقيد كابه ولد اعليوه مثالاً للأخلاق الرفيعة، لا يعرف التفاخر أو التكبر، بل كان بسيطًا في تعامله مع الجميع، يزرع المحبة وينشر الطمأنينة أينما حل. كانت الألفة والمودة تملأ قلبه، وكان دوماً يتعامل مع من حوله بروح الأخوة الصادقة.
إنني اليوم إذ أكتب هذه الكلمات، لا أستطيع إلا أن أستذكر تلك اللحظات الطيبة التي قضيناها معًا، وأتذكر محبته الكبيرة للجميع، وكيف كان حريصًا على بناء روابط قوية بين الناس، سواء في مقاطعة كنكونصه أو ولاية لعصابه أو في سائر أنحاء وطننا العزيز. لم يكن مجرد شخصية سياسية، بل كان أبا وصديقًا ومُرشدًا للكثيرين.
في هذا المصاب الجلل، أرفع تعازي القلبية إلى أسرته الكريمة، وإلى جميع أبناء ولاية لعصابه ومقاطعة كنكونصه، وأتقدم بأحر التعازي إلى كل الموريتانيين الذين فقدوا هذا الرجل الكبير. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهمنا جميعًا الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
عزة منت همام