
يناقش المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي في كتابه "ومضات على الطريق في جزئه الثلالث "المسلمون بين الروايات والآيات"، إشكالية أساسية غاية في الأهمية تواجه الأمة الإسلامية في العصر الحديث، تتمثل في الصراع بين الروايات المنحرفة والآيات القرآنية، وما نتج عن ذلك من تشويهات في فهم الدين الإسلامي.
من خلال رؤية فكرية ناضجة ومعالجة فكرية معمقة، يسلط المفكر الشرفاء الضوء على الخطر الذي يهدد جوهر الإسلام بسبب انتشار الروايات التي تروج لأفكار مغلوطة وفتاوى مشوهة باسم الدين.
المفكر الشرفاء يوضح في هذا الكتاب بأسلوب علمي رائع الفرق الجوهري بين التنزيل القرآني الكريم، الذي يُعد المصدر الأول والأوحد للهدى والنور، وبين الروايات التي يتم تحريفها أو تأويلها بشكل خاطئ في كثير من الأحيان.
من خلال هذا الكتاب، يدعو المفكر إلى العودة إلى الكتاب المقدس، القرآن الكريم، والتمسك بما جاء فيه من توجيهات وآيات تبني الإنسان وتدعوه إلى العدالة، الحرية، والتسامح.
إن رؤية الشرفاء في هذا الكتاب الفريد في جمال طرحه وقوة أفكاره، تبرز أهمية تصويب فهم المسلمين للإسلام بعيدًا عن التفسير الخاطئ الذي أدخلته بعض الروايات، والتي ساهمت في نشر أفكار غير صحيحة تمس جوهر الإسلام السمح.
لقد وضع المؤلف معالجة جذرية تُبين أن الحل يكمن في العودة إلى نصوص القرآن والتأكيد على أن الله تعالى قد أكمل لنا الدين وأتمّ علينا نعمته، ظاهرة وباطنة، في هذا الكتاب المبارك.
لا يُعد كتاب المفكر الشرفاء المسلمون "ومضات على الطريق" مجرد دعوة للعودة إلى النصوص الأصلية فحسب، بل هو دعوة لفهم ديننا في سياق معاصر قادر على تصحيح المسار وتفكيك الإرث الثقافي الذي نشأ من تحريف بعض الأفكار.
إن هذا المؤلَّف النفيس الذي جاء في الجزء الثالث بعنوان "المسلمون بين الروايات والآيات"، لهو تأكيد على على مواصلة المفكر علي الشرفاء مهمته الفكرية النبيلة في مقاومة الفكر الظلامي، مشيرًا إلى أن الإسلام الحقيقي هو دين رحمة وسلام، دين لا يقتصر على طقوس وعادات بل يتجاوزها إلى قيم عظيمة تكرس للعدالة الإنسانية والمساواة بين البشر، وهو بذلك واقف ضد كل المحاولات لتشويه صورة الإسلام أو تحويله إلى أيديولوجية تبرر العنف والكراهية، مجددًا دعوته للتمسك برسالة الإسلام السامية التي قام عليها القرآن.