
يُجسّد الدكتور محمد محمود ولد اعل محمود صورة ناصعة لما يجب أن يكون عليه المسؤول في أي قطاع حيوي، لا سيما حين يتعلق الأمر بالصحة العمومية، أحد أهم إدارات الدولة وأكثرها ارتباطا بحياة المواطنين.
لقد جمع الدكتور والطبيب ولد اعل محمود بين الكفاءة العلمية، والحنكة الإدارية، والخلق الرفيع، والإنصاف في المعاملة، حتى أصبح مثالاً نادرا يُحتذى ومحل إجماع من طرف موظفيه وعمال إدارته.
منذ بداياته في القطاع الصحي، أثبت الدكتور محمد محمود أنه لا يطلب المناصب، بل إن المناصب هي التي كانت تسعى إليه، لما يتحلى به من جدية وإخلاص في العمل، وحرصٍ على الصالح العام، وابتعادٍ عن الضجيج والصراعات.
وقد تُوّج هذا المساره المهني، خلال السنوات الماضية، بتعيينه مديرا عاما للصحة العمومية، خلفا للدكتور سيدي ولد الزحاف، وذلك في لحظة دقيقة من تاريخ القطاع، حيث ألقيت على عاتقه قيادة المرحلة الثانية من جائحة كوفيد-19، وهي مرحلة حرجة تطلبت أعصاباً هادئة، وقرارات رشيدة، ورؤية استراتيجية واضحة، وهي صفات توافرت كلها في شخصه.
خلال تلك المرحلة، لم يكن الدكتور ولد اعل محمود مجرد مدير عادي، وإنما كان قائد ميدانيا، متابعا عن قرب، حاضرا في كل التفاصيل، يوزع المهام بعدل، ويصغي لكل صوت، ويشد من أزر الطواقم الصحية التي كانت تقف في الصفوف الأولى لمواجهة الجائحة.
وقد ترك هذا الأسلوب الإنساني والمهني العادل أثرا عميقا لدى زملائه ومرؤوسيه، الذين وجدوا فيه القائد الذي يحتضنهم قبل أن يوجّههم، ويُنصفهم قبل أن يُقيّمهم.
ولم تكن تجربته في إدارة الصحة العمومية سوى محطة من محطات عديدة في مسيرته المهنية والإدارية، التي تميّز فيها جميعا بنفس الروح العالية، والإخلاص النادر، والنجاح الملحوظ، فلم يتولَّ الدكتور محمد محمود مسؤولية إلا وأثبت فيها تفوقه وتميّزه، وغادرها وقد خلف وراءه سمعة طيبة، وقلوباً ممتنّة، ودموعا ذرفها موظفون أحبوه كإنسان قبل أن يقدّروه كمسؤول.
ولد إعل محمود ينحدر من بيت عز" أهل لمحيميد أمراء الحوض " مازالت مآثرهم محفورة في وجدان الأمة وهي ما جسدها الدكتور الشاب في رحلة مهنية عبرت عنها دموع من لا يتقاسم معه النسب ولا الجهة بل جمعته خيمة الوظيفة في رحلة تبت للجميع أن الرجل من طينة الكبار .