ويتردد السؤال: أين المسلمون؟ / بقلم المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي

سبت, 08/30/2025 - 14:14

 

أين جهات الرقابة الأمنية والرقابة المالية وموقف الشؤون الاجتماعية من الجمعيات التي تحصل على تبرعات باسم مشروعات وهمية؟، كيف تنادى جمعيات بالحصول على تبرعات من أجل وصلة مياه في بلد النيل؟ من منح هذه الجمعيات رخصة لطلب التبرعات من المواطنين؟ هل الدولة عاجزة عن ضبط التحايل على الشعب؟

ألا يكفي كم نهبوا من صناديق النذور في المساجد؟ أين الأمانة والتقوى؟ بل أين المسلمين في كل المستويات القيادية؟ أين المسلمين من أمر الله فيما بلغه الرسول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ﴾ [النساء: 29].

للأسف، كل السلوكيات التي يمارسها الرافعون شعار الإسلام لا تمت بصلة للتشريعات الإلهية والقيم الإيمانية والأخلاقية التي أراد الله بها أن ترتقي بالمخلصين لرب العالمين، لتكون صفات أخلاقياتهم، ومعاملاتهم مع كل الناس، إلى صفات الأنبياء والصالحين، حيث تتكون المدينة الفاضلة حين تنتشر الرحمة ويعم العدل، ويكثر الإحسان ويتحقق الأمن والسلام، تحافظ على حقوق الإنسان وتحترم إرادته وحريته في اختيار عقيدته وفق قناعاته، ويعيش جميع أفراد المجتمع عيشاً طيباً يتحقق فيه التعاون على البر والتقوى، وتحريم التعاون على الإثم والعدوان.

وحينما يهجر الناس الكتاب المبين، لم تعد لهم صلة باقية بالله ورسوله والمؤمنين، فأولئك لهم دين آخر غير الإسلام الذي يدعو للرحمة والعدل والمساواة والإحسان واحترام حرية الإنسان واستقلال قراراته وفق قناعاته، واتباع الدين الذي يرتاح له قلبه وضميره دون إكراه.

الإسلام الذي يدعو للتعاون على البر والتقوى، وعدم التعاون على الإثم والعدوان. الإسلام الذي خالفه أتباعه بعد وفاة الرسول، فسفكوا الدماء، ودخلوا في صراع على السلطة، وقتلوا الأبرياء، وتقاتل الخلفاء، وما زال الحال متصلًا حتى يومنا هذا، ويتردد السؤال أين المسلمون؟