روشتة علاج المفكر العربي على الشرفاء الحمادي للجسد العربي العليل

خميس, 10/16/2025 - 08:34

 

لا شك أن العالم العربي الآن يعيش أحلك عصوره، وأكثرها تشذرمًا وتفتتًا. فالعرب بات يعيشون عصر الانقسامات والاقتتال الداخلي، والتدهور الاقتصادي، والتراجع الحضاري، والانحدار الثقافي، وربطوا مصيرهم بمقدرات الغرب وسياساته، فى سابقة لم تحدث من قبل طوال التاريخ العربي الثري بتراثه الحضاري والثقافي المتنوع.
فنهوض الأمة من سباتها، واستعادة عافيتها بعد أن سيطرت الأمراض المزمنة وغير المزمنة على جسدها البالي، لا يمكن أن يتحقق سوى بالرجوع إلى النهج القرآني، والعودة إلى مراد الله وتفعيل تشريعات القران لتكون مشروعا يرتقي بالمجتمعات الانسانية إلى بناء المدينة الفاضلة، وهي الروشتة التي وضعها المفكر العربي الكبير على محمد الشرفاء الحمادي، فى مقاله المعنون بــ( العرب بين نسيان الحقوق والخضوع للهيمنة الأمريكي) والتي تدعوا قادة الأمة إلى تحطيم الأغلال الأمريكية التي تفرضها واشنطن على الدول العربية.
فالهيمنة الأمريكية على المنطقة تعبر عن طموحات المحتل الصهيوني التوسعية، وتفتح المجال أمامه لابتلاع المزيد من الأراضي العربية. فالواقع يؤكد مرة تلو الأخرى أن الانقسام العربي يحتاج لرؤية موحدة لاستعادة الشمل، ورأب صدع الخلافات، والالتفاف حول هدف عربي واحد، يحقق للامة وحدتها ويعيد لها عافيتها لجسدها المترهل، الذى انهكته الحرب والقتن والانقسامات.
كما كانت رؤية المفكر العربي الكبير على الشرفاء الحمادي، فى علاج الأمة من أمراضها، لا تقتصر على المسكنات أو المهدئات التي لا يمكن أن تستئصل المرض من جذوره، بل كانت رؤية عميقة تستهدف الشفاء التام، دون الحاجة إلى تدخل جراحي، يحتمل الصواب والخطأ والتي تمثلت فى تحديد العدو الحقيقي لهذه الأمة، وهى الولايات المتحدة الامريكية، التي ينتظرها المصير المحتوم إلى الزوال كما سبقتها بريطانيا العظمى بقدرة الله عز وجل بأن يسلط عليها جنودة. فالمنحة الإلهية هي الخلاص الحقيقي للأمة العربية، كما حددها مفكرنا العربي الكبير على محمد الشرفاء الحمادي.
فالعالم العربي ما احوجه اليوم إلى استراتيجية عميقة متعددة الإبعاد للإصلاح والتغيير من أجل خلق الامل لدى الأجيال القادمة وبناء الثقة لديهم فى أن العودة لأمجاد الماضي قادمة لا محالة وأن المرحلة الحالية فى تاريخ الامة ما هي إلا مرحلة انتقالية بايجابياتها وسلبياتها ، حتى العودة إلى الريادة وقيادة العالم كما كان فى الماضي .

د. سامح عباس