اجتماع البلد الأمين والرسائل السياسية/محمد فال ولد حرمه

جمعة, 01/18/2019 - 10:09

 

 الأخبار ميديا/ رغم الطابع الخاص والمحلي الذي أريد له أن يكون عليه، إلا أن بعض المراقبين لم يفوتوا فرصة البحث في ما وراء ذلك الاجتماع الحاشد الذي نظمه الفخامة ولد الشيخ سيديا مساء أمس بقرية البلد الأمين؛ والذي جمع إلى جانب أمير اترارزة_بما يمثله من رمزية تاريخية، مرجعية في بعدها التنظيمي والسيادي_ بعض الرموز في الولاية من شيوخ وأمراء وزعامات تقليدية، شكلت إلى جانب وفود مماثلة قدمت من ولايات أخرى لوحة متناسقة لا يخطيء الناظر إليها بعدا سياسيا، تشي به تلك الفسيفساء المشكلة لتلك اللوحة، حتى وإن حاول القائمون على الدعوة اخفاء ذلك البعد السياسي، بما أضفوا على الاجتماع من صبغة تقليدية في بعدها التاريخي وفي سياقها المحلي؛
غير أن طبيعتها الاستشرافية وظرفها المكاني والزماني يقولان عكس ذلك تماما!
إذ أنه ومع الأخذ بالاعتبار بحميمية العلاقة بين أسرة أهل الشيخ سيديا والأسرة الأمرية باترارزه، وما تمثله تلك العلاقة من رمزية لدى جميع الأطراف إلا أن الالتقاء على مائدة واحدة في وقت كهذا تمور فيه الساحة السياسية ببعض التجاذبات التي تحاول رسم مسار محدد على طريق لا تزال بعض معالمه عصية على الفهم يطرح أكثر من علامة استفاهم لاعتبارات عدة ويحمل رسائل استعجالية عٌل من أهمها القول بعدم امكانية تجاوز بعض المرجعيات والرموز التقليدية التي ظلت ولا تزال تشكل الحاضنة الحقيقية للقوى الفاعلة والمؤثرة حتى وإن أريد لها في وقت ما عكس ذلك..
التأكيد على أن حالة التذبذب ولارباك الحاصل في المشهد العام تعود بالاساس إلى محاولة القفز على النسق التقليدي دون استحداث آليات تمكن من ذلك وتأمن عملية الانتقال السلس وتبادل الأدوار والمواقع بين فاعلين جدد مفترضين! وجهات رمزية لها تأثيرها القوي في المشهد وجذور ضاربة في الدولة العميقة..
أما الرسالة الأكثر وضوحا على الاطلاق فهي تلك التي وردت في خطاب الفخامة على شكل ترحيب مكرر بوفد لعصابة؟! ترحيب أريد له أن يكون عفويا وعابرا إلا أنه كان تسجيل لموقف وتنبيه إلى أنه لم يحن بعد الوقت لانتقال السلطة لنقطة أبعد من الخط الفاصل بين الشرق والجنوب.