
فخامة رئيس الجمهورية
السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، حفظه الله،
فخامة الرئيس من مدينة تشيت، تلك الحاضرة التاريخية العريقة، وأحد أعمدة الذاكرة الوطنية الموريتانية، نرفع إليكم هذا النداء الصادق، نداءً يحمل في طياته وجع التهميش، وأمل الإنصاف، وصوت ساكنة طال بها الانتظار.
تشيت، فخامة الرئيس، ليست مدينة عادية، بل معلم من معالم التاريخ الموريتاني، وركن من أركان الهوية الثقافية والعلمية للبلد، شهدت على تعاقب الأجيال، وكانت عبر القرون منارات للعلم والمعرفة.
غير أن هذه المدينة، رغم رمزيتها ومكانتها، تعاني اليوم عزلة خانقة وتهميشًا مؤلمًا.
وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن عدداً من المناصب السامية في الدولة، من قبيل منصب الوزير الأول، والمديرة العامة للضرائب، والمدير الإداري والمالي لشركة صونلك، قد شغلها في فترات سابقة أبناءُ مدينة تشيت، غير أنّ ذلك لم ينعكس إلى اليوم في تعيين أيٍّ من أبنائها في منصب سامٍ حاليًا، رغم ما تزخر به المدينة من كفاءات علمية وإدارية مشهود لها بالكفاءة والاقتدار.
فإلى يومنا هذا، لا يصل تشيت أي طريق معبد، لتظل المدينة حبيسة العزلة، بعيدة عن أبسط مقومات التنمية، وكأنها خارج خارطة الأولويات، رغم ما تمثله من قيمة تاريخية وسياحية وثقافية لا تُقدَّر بثمن.
وفوق ذلك، تعاني تشيت من تهميش وظيفي واضح، حيث لم يُعيَّن إلى اليوم أي إطار من أبنائها في منصب سامٍ داخل الدولة، رغم الكثرة العددية للكفاءات العلمية والإدارية التي تنتمي إليها، والتي أثبتت جدارتها في مختلف المجالات، وتمتلك من التأهيل والخبرة ما يؤهلها لتحمّل المسؤوليات الوطنية بكل اقتدار.
فخامة الرئيس،
إن ساكنة تشيت، التي كانت ولا تزال من الداعمين الأوفياء لمشروعكم الوطني، تشعر اليوم بأن صوتها لم يُسمع بعد، وأن وفاءها لم يُقابَل بالإنصاف المنتظر.
ونحن، إذ نرفع إليكم هذا النداء، لا نطلب امتيازًا ولا محاباة، وإنما نطالب بحق مشروع، يتمثل في:
فك العزلة عن مدينة تشيت عبر ربطها بطريق معبد.
رفع التهميش الوظيفي عنها، وتمكين أحد أطرها الأكفاء من تولي منصب سامٍ في الدولة.
الالتفات إلى هذه المدينة التاريخية بما يليق بمكانتها ودورها الوطني.
إن إنصاف تشيت اليوم هو إنصاف للتاريخ، ورسالة أمل لسكانها، ودليل على أن دولة العدالة لا تنسى أطرافها، ولا




