
البَطَلُ الشَّهِيد الرائد اسويدات ولد وداد رحمة الله عليه..
مِن الرجال المؤسسين الذين لا يجب أن يغيب ذكرهم، ويتعين الترحم عليهم والدعاء لهم بمناسبة الاستقلال الوطني: البطل الكبير، والضابط الجمهوري شهيد الميدان الرائد اسويدات ولد وداد الذي قتل مقبلا غير مدبر مدافعا عن الوحدة الترابية لموريتانيا..
ولد اسويدات ولد وداد في أكجوجت سنة 1934 ودخل الخدمة العسكرية في بداية شبابه، وهو أول ضابط مظلي في الجيش الموريتاني، ومؤسس وحدة المظليين، ووحدة الصاعقة في الجيش الموريتاني..
تصدى ببسالة لمحاولات دول أجنبية تقويض استقلال موريتانيا عند إعلانه من خلال التحرشات العسكرية انطلاقا من حدود جمهورية مالي، واستطاع إخماد تلك التحرشات..
فرض هيبة وسلطة الدولة بفرضه للأمن العام خلال الأحداث المؤلمة ذات الطابع العرقي التي اندلعت في نواكشوط يوم 8 فبراير 1966..
لن أتكلم من عندياتي عن الرائد اسويدات رحمة الله عليه، بل سأنقل شهادة الرئيس المؤسس الأستاذ المختار ولد داداه عليه، وكذلك شهادة زميله في الخدمة تحت العلم الرئيس محمد خونه ولد هيداله..
أولا المختار ولد داداه: << .. ارتبطت إعادة توحيد الوطن في أذهاننا بالتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الموريتاني ابتداء من ديسمبر 1975. وقبل أن أتناول هذه الفترة الأساسية والأليمة، أودُّ أن أتقدم بتحية وطنية وتقدير مستحقين إلى اثنين من ضباطنا اللذين مثلا خير تمثيل وأروعه جيشنا، وجنودنا، ومقاتلينا.
ويتعلق الأمر بالرائد اسويدات ولد وداد، وهو ضابط مظلات سقط قتيلا في ساحة المعركة يوم 20 يناير 1976 بين رجاله وهو يدافع عن مواقعنا في عين بنتيلي، والعقيد محمد ولد ابَّه ولد عبد القادر المعروف بكادير، قائد سلاحنا الجوي أثناء الحرب ...>>..( موريتانيا على درب التحديات/ الفصل الثالث والعشرون/ إعادة توحيد الوطن/ الوجه الأول من الصفحة 636)..
ثانيا محمد خونه ولد هيداله: <<.. وفي هذه المعركة استشهد الرائد اسويدات، ويقال إنه كان على برج المراقبة لحظة إصابته وإن القوة الأجنبية السالفة الذكر رصدته فأطلقوا عليه قذيفة مدفعية أصابته في الصدر والبطن، ورغم خطورة إصابته فإنه لم يستسلم، وأوصى الضباط اللذين معه ومنهم مساعده الملازم محمد فال ولد لمرابط، والملازم أول سيد عالي ولد جدين أن يتشجعوا ويواجهوا أعداءهم بقوة ولا يتركوا لهم فرصة الاستيلاء على الموقع..>>..( هذه تجربتي من القصر إلى الأسر/ الصفحة 37)..
من القصص الطريفة التي تروى على هامش مقتل البطل الرائد اسويدات تقبله الله، أن والدته مريم بنت النَّيْدْ لما ابلغت بمقتله لم تدمع لها عين، ولم تبد حزنا عليه، وقالت إنها تطلب مسألة واحدة، وهي أن تعرف الطريقة التي قتل بها ابنها فروى لها ضباط أنه قتل بقذيفة مدفع ثقيل، فطلبت أن ترى " خَاوِيتْ" قذيفة مماثلة، فلما أحضروها لها، قلبتها في يدها، وقالت: " ذَاكْ الْحَكْ نَعَرْفَانَ عَنْ وُلِّي مَا يَكَتْلُ تَعْمَارْ لَعْرَبْ أنَّعْرَفْ"..
رحم الله اسويدات ولد وداد..
-----#الرحمة_والمغفرة