ليس ما يجري في شرم الشيخ مجرّد ملتقى دبلوماسي عابر، بل إعلان عملي عن أن القاهرة استعادت موضعها الطبيعي: دولة مركزٍ تصوغ الإيقاع في الشرق الأوسط، لا تتلقّى النغمة من خارجه. حجم الحضور ونوعيته—رؤساء ووزراء وكبار صانعي القرار من عواصم كبرى—يوحيان بأن العالَم لم يأتِ مجاملة، بل جاء يقرّ بأن ترتيبات المستقبل في هذه المنطقة تُصنع من هنا.
هل يمكن للفكر الجهادى المسلح أن يتحوّل إلى مشروع حكم قابل للاستمرار؟ وهل تمثل تجربتا طالبان فى أفغانستان وهيئة تحرير الشام فى سوريا «مرحلة جديدة» يُراد لها أن تكون الشكل المقبول غربيًا لحكم الإسلاميين بعد فشل تجربة الإخوان؟ أم أننا أمام جولة أخرى فى لعبة الأمم، تُعاد فيها صياغة خرائط النفوذ تحت لافتة «الاستقرار ومحاربة التطرف»؟.
في زمن التزييف الإعلامي والازدواجية الأخلاقية تحتاج الإنسانية إلى أصوات تخرج من جدار الصمت تهز الغفلة وتكشف الزيف المستتر خلف لافتات براقة مثل “الديمقراطية” و”حقوق الإنسان” و”شعب الله المختار” وفي خضم هذه الحاجة يطل علينا المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي بمقاله الجريء الذي يحمل عنوانا صادما “شكراً إسرائيل”
في زمن ليس ببعيد كانت مصر وطنا لا تقاس مساحته بالجغرافيا بل بعقول أبنائه ونبل أرواحهم زمن كانت فيه الكلمة سيفا والفكر تاجا والهوية وضوحا لا يحتاج إلى تبرير
حين يتحدث الكبار عن الكبار يُصبح الحديث شهادة تاريخية تتجاوز حدود الحبر والورق وتُصبح مرآة صادقة تعكس جوهر القادة العظام هذا ما نلمسه حين يُسطر المفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي المدير العام لديوان دولة الإمارات في عهد الشيخ زايد شهادته عن رجل لم يكن حاكما فحسب بل كان حكيما وضمير أمة وصوت حق وقلبا نابضا بالعروبة والإنسانية